إعداد : أبي محمد يوسف الصالح
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الله سبحانه وتعالى جعل لهذه الأمة
خاصية ليست لغيرها ، وذلك بأن جعل ريادتها وقيادتها وعزها بعلمائها ، فإذا أخفر
حق العلماء وأبرز غيرهم ضلت الأمة وهلكت ، وهذا ما بينه رسول الله كما جاء في
الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ( سمعت رسول الله يقول إن الله
لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا
لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )
، وقيادة غير أهل العلم لهذه الأمة هي من مؤذنات الهلاك لها ومن أشراط الساعة ،
وهذا ما بينه حديث أبي هريرة عند أحمد وابن ماجة وغيرهما أن النبي قال ( إنها
ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها
الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة ؟ قال السفيه
يتكلم في أمر العامة ) ، ولقوله كما جاء في البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال
إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) وإن أعظم أمر يهم هذه الأمة هو أمر
دينها ، فإذا أسند أمر هذا الدين للجهال بالعلم الشرعي فإن ذلك لهو الخسران
المبين .
لذا وجب علينا كما روي عن رسول الله عند
أبي داود وغيره من حديث عائشة ( أنزلوا الناس منازلهم ) ، وبما جاء عند أحمد من
حديث عبادة بن الصامت قال قال رسول الله ( ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم
صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) ، ومن حق العالم أن يوصف بما هو أهل له من غير غلو
في وصفه ولا إجحاف في حقه ، فإذا عُرفت منـزلته من العلم كان حرياً بالأمة أن
تعرف حقه وتنـزله منـزلته وتتبعه فيما أصاب فيه .
ولقد دعاني للتعريف بفضيلة شيخنا أسباب هي
:
أولاً : لقد رأينا في هذه الأيام أن صفة
المشيخة أعطيت لمن ليس لهم فيها نصيب ، ووصف بالمجتهد من لا يعرف صحيح الحديث من
ضعيفه ، وياليت الأمر وقف عند هذا الحد ، بل إنه تعدى حتى وصِف أهل الشر من
العلمانيين والحداثيين وغيرهم من أرباب العقائد الفاسدة والعقول الدنسة بأنهم
رواد المجتمع وقادة الشعوب ، وهذا لعمر الله إنه لظلم لهذه الأمة أن يصدّر فيها
أمثال هؤلاء ، ولقد حرص العلمانيون على تقديم من يخدم مبادئهم وذلك بإضفاء
الأوصاف الضخمة والعظيمة عليه ، حتى لو كان جاهلاً بدين الله إنما همهم أن
يخدمهم ، فاختلط على الناس من هم أهل العلم والفضل ، ومن هم أهل الزيف والدجل ،
فظنوا أن كل من صُدّر في الإعلام ووصف بالعالم بأنه كذلك .
ونجد بالمقابل بأن أهل العلم حقاً لا
يذكرون ولا يرفع شأنهم ولا يثنى عليهم ولا يوصفون بما هم أهل له ، لا في الإعلام
ولا في غيره ، إما تورعاً من أهل العلم ، وإما غفلة من الأمة عنهم وإضاعة لحقهم
، وإما كيداً لهم ومكراً بهم ، وإما حسداً لهم من أقرانهم ، فالحق الذي يجب
القول به هو أن يبرز العلماء كل بحسب علمه و بلائه لهذا الدين ، ولا يهم الأوصاف
والألقاب التي تعطى لهم ولا المناصب التي يتبوءونها ، فالعلم في الصدور والفهم
في العقول ، وليس العلم بالألقاب ولا غيرها ، وبهذا تهتدي الأمة ويذوب أهل
الضلال بكيدهم غماً وتسلم الأمة منهم ، علماً أنه لم يظهر في الإعلام من ليس
بأهل للفتوى ولم يصدر الجهال ، إلا بخطأ منا فنحن الذين لم نبرز للناس العلماء
فبحث الناس عمن يفتيهم فتصدر أهل الأهواء والضلال للفتوى ، ولو أننا أبرزنا
علمائنا وذكرناهم بعلمهم لما حصلت هذه الانتكاسة في المفاهيم نسأل الله العافية.
ثانياً : كثير من العلماء على منـزلة
رفيعة من العلم والفهم سواءً بمجالات العلم كلها أو بعضها ، ولو عرف الناس
منـزلة علمه لكان ذلك حافزاً لهم أن يرحلوا إليه ، ويلتفوا حوله ليسمعوا منه
ويسألوه ، وذلك خير لهم من سؤال الجهال الذين لن يهدوهم إلا إلى الهلاك ، ولقد رأيت
سبباً أعتبره خطأً منهجياً تسببنا فيه وأضعنا به حقوق العلماء ، وهذا السبب هو
أننا لا نعرّف بعلمائنا ولا نثبت حقوقهم ومنـزلتهم من العلم إلا بعد موتهم ،
وهذا وإن كان دافعه عدم فتنة العالم أو تقليد الناس للأحياء والافتتان بهم ، إلا
أن هذا ليس عذراً بأن يغفل حق العلماء في حياتهم ، لأننا نطلب من الناس أن
يأخذوا العلم عن الأحياء ويقتدوا بهم فيما أصابوا فيه ، ولقد سمعت كثيراً من
طلبة العلم ومن الناس أيضاً الذين قالوا بعد وفاة عالم من العلماء ، ياليتنا كنا
طلبنا العلم عنده أو سمعنا منه ورحلنا إليه ، ومنشأ ذلك الندم أن تراجم هؤلاء
الأعلام لم تكتب إلا بعد وفاتهم ولم تظهر منـزلتهم في العلم إلا بعدما ذهبوا ،
فندم الناس على تفريطهم في مثل هذه العلوم ، فحرصت على البدأ بترجمة بعض علمائنا
الأحياء ، ليعرفهم الناس وليقتدوا بهم فيما أصابوا فيه ، وليترك الناس بعض من
لقبوا بألقاب ليس لهم منها إلا الأسماء ، راجياً من الله أن تكون هذه خطوة أولى
يتابعني فيها بعض طلبة العلم ليظهروا فيها علم أهل الفضل والصلاح ، فإنا قد
سئمنا من إصدار الألقاب على بعض من لا يستحقونها ، وسئمنا من تصدر الجهال ، وهذا
راجع فيما أظن إلى ضعفنا في التعريف بعلمائنا .
والترجمة للعلماء في حياتهم ومدحهم بما
فيهم ليس فيه محذور شرعي ، وقول الرسول كما رواه مسلم وأحمد وأبو داود وغيرهم عن
المقداد رضي الله عنه قال ( أمرنا رسول الله أن نحثي في وجوه المداحين التراب )
لا ينطبق على كل مدح ، قال الخطابي : المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة
وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح ويفتنونه , فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن
ترغيبا له في أمثاله وتحريضا للناس على الاقتداء به في أشباهه ، فليس بمداح
" انتهى ويتضح هذا من فعل النبي فقد مدح أبا بكر ، ومدح عمر ومدح جمع من
أصحابه في وجوههم لأنه كان يأمن عليهم الفتنة ويكلهم إلى دينهم .
قال ابن حجر في الفتح " قال ابن بطال
: حاصل النهي أن من أفرط في مدح آخر بما ليس فيه لم يأمن على الممدوح العجب لظنه
أنه بتلك المنزلة ، فربما ضيع العمل والازدياد من الخير اتكالاً على ما وصف به ،
ولذلك تأول العلماء في الحديث الآخر ( احثوا في وجوه المداحين التراب ) أن
المراد من يمدح الناس في وجوههم بالباطل ، وقال عمر : المدح هو الذبح . قال :
وأما من مُدح بما فيه فلا يدخل في النهي ، فقد مُدح وسلم في الشعر والخطب
والمخاطبة ولم يحث في وجه مادحه ترابا .. ثم قال .. ولكن تبقى الآفة على الممدوح
، فإنه لا يأمن أن يُحدث فيه المدح كبراً أو إعجاباً أو يكله على ما شهره به
المادح فيفتر عن العمل ، لأن الذي يستمر في العمل غالباً هو الذي يعد نفسه مقصرا
، فإن سلم المدح من هذه الأمور لم يكن به بأس ، وربما كان مستحبا " انتهى
مختصراً .
وجنس المدح لا حرج فيه إذا كان بحقه لأن
الرسول أذن في المدح كما جاء في الصحيحين عن ابن أبي بكرة عن أبيه قال ( أثنى
رجل على رجل عند النبي فقال ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك مرارا ثم قال من
كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله
أحدا أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه ) ، فلم ينه الرسول عن المدح ولكن جعل
لهذا المدح ضوابطاً .
وإن أحق الناس بالمدح هم العلماء لا سيما
إذا تسبب ذلك المدح بحب الناس لهم والاقتداء بهم ونشر علمهم وكبت أهل الأهواء
والبدع ، فكما قال ابن حجر أنه ربما كان مستحباً ، فقد يكون أيضاً واجباً إذا
تعذر نشر العلم إلا بمدح أهله بما فيهم ، والعلماء من أكثر الناس أمناً على
أنفسهم من المدح ، فعلمهم حصن لهم من الاغترار بما يمدحون به
ولكني أوصي كل من مدح أحداً من العلماء
ألا يمدحهم بما ليس فيهم ، أو يجعل ذلك على حساب ذم غيرهم ، ولا أرى المفاضلات
فيما بينهم لأنه يوغر الصدور بدون فائدة ، بل يذكر الحق عنهم ولا يعظم من
منـزلتهم ويضفى عليهم ألقاباً لا يستحقونها ، كشيخ الإسلام والإمام وحجة العصر
ومحيي الدين والمجدد وغيرها من الألقاب التي يسبقها شروط قبل إطلاقها على شخص ما
، ولا ضير بأن يوصف العالم بأنه إمام في الحديث و ليس بإمام في التفسير أو النحو
، أو يكون عالماً بالفقه دون الحديث ونحو ذلك ، فكل عالم له تخصصه ، ويوجد من
العلماء من هو بحر في كل علم نسأل الله ألا يحرم الأمة منهم وأن يكثر من أمثالهم
.
ثالثاً : ومما دعاني إلى التعريف بفضيلة
شيخنا سليمان بن ناصر العلوان ، أني سبق وأن سألت فضيلة الشيخ حمود العقلاء عام
1416هـ عن الشيخ سليمان ، فقال لي لقد التقيت بكثير من الحفظة ، ولكني لم أر من
جمع بين الحفظ والفهم إلا الشيخ سليمان فإني لا أعرف أحداً في المملكة يضارعه في
ذلك ، فقلت في نفسي من الظلم ألا يعرف الناس عالماً كهذا .
رابعاً : لقد اطلعت على بعض ما كتب من
تراجم في المنتديات الإسلامية في الإنترنت عن فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر
العلوان ، فإذا بها قد اعتمدت على معلومات لم تنقل عن الشيخ نفسه ، وفيها من
الخطأ ما يعرفه كل قريب من الشيخ إضافة إلى معلومات ليس للقارئ فيها فائدة ،
وربما توغر الصدور لما فيها من مبالغة وكلام لا داعي له ، ولهذا السبب تحفزت
لسؤال الشيخ حفظه الله عن ترجمة له يمليها علي ، ليستفيد منها القريب والبعيد
طالب العلم وغيره ، وبحيث تكون موثقة وليس فيها شيء من كلمات المدح والإطراء
بغير حق ، فاستجاب وأملى علي ترجمة مختصرة .
هو فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر بن عبد
الله العلوان
ولد في مدينة بريدة ونشأ بها ، وكان مولده
عام 1389هـ
ويكبره من الأخوة ثلاثة ذكور ودونه من
الأخوة أيضاً خمسة ذكور
تزوج عام 1410هـ وله من الأبناء ثلاثة
ذكور أكبرهم عبد الله وله من العمر تسع سنوات .
بدأ الشيخ في طلب العلم عام 1404هـ وله من
العمر خمسة عشر سنة تقريباً ، و كان آنذاك في مرحلة الثالث متوسط ، وبعد التخرج
من المتوسطة ، التحق بأحد المعاهد الثانوية لفترة لا تتجاوز خمسة عشر يوماً ،
وبعد ذلك قرر ترك الدراسة النظامية ، والتفرغ التام لطلب العلم الشرعي والتلقي
عن العلماء ، ومطالعة الكتب ، فقد كان شديد الميل للحفظ والقراءة في علوم مختلفة
، ومنذ بداية طلبه للعلم وهو متفرغ له ويقضي أكثر يومه في الحفظ والمذاكرة
والقراءة في الكتب .
بدأ الشيخ أولاً بحفظ القرآن وفرغ منه عام
1407هـ ، وحفظ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، و العقيدة
الواسطية ، والفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية ، والبيقونية ، وكانت هذه
المحفوظات في بداية الطلب ، وكان يقرأ حينها في كتب ابن تيمية وابن القيم
والسيرة لابن هشام والبداية والنهاية لابن كثير ، ومؤلفات ابن رجب ، ومؤلفات
أئمة الدعوة النجدية ، وكان الشيخ يتردد على مجموعة من المشايخ يحفظ عليهم بعض
المتون على حسب تخصصاتهم ، وكانت الدروس يومياً عدا يوم الجمعة ، وكان يختلف في
اليوم على أربعة من المشايخ وذلك بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء
.
وكان حريصاً أشد الحرص على حفظ المتون
العلمية في كل الفنون ، ولم يكن يحفظ المتن حتى يقرأ شرحه ويفهم معناه ، وفي
الفقه كان يحرص على معرفة المذاهب الأخرى حتى بدأ بحفظ المذاهب الأربعة ، زيادة
على ذلك اجتهادات واختيارات الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن
القيم .
وسألت الشيخ : كم ساعة تمضيها يومياً في
القراءة هذه الأيام ؟ .
فأجاب : أقرأ في اليوم بما يزيد على خمسة
عشر ساعة ، وهي موزعة بين الحفظ والمذاكرة والمطالعة .
ثم سألته : زيادة على قراءتك في كتب
العقيدة والحديث والفقه والنحو ، هل كنت تقرأ في الكتب الفكرية للتعرف على أحوال
العالم ومآسي المسلمين وما يحاك لهم من إفساد فكري وكيد عسكري ؟
فأجاب : قد كنت أقرأ هذه الكتب في بداية
الطلب ، ومن أوائل ما قرأت كتاب واقعنا المعاصر لمحمد قطب ، والمخططات
الاستعمارية لمكافحة الإسلام لمحمد الصواف ، وفي هذه الأيام أقرأ في هذه الكتب
كثيراً ، وقد قرأت إلى ساعة كتابة هذه السطور ما يزيد على مئتي كتاب ، كما أني
قرأت أهم الكتب في أصول الرافضة والزيدية والمعتزلة وغيرها من الفرق الضالة .
وسألت الشيخ : فقلت له لم تذكر شيئاً من
كتب الأدب ، ومؤلفات الأدباء ، هل يعني أنك لا تقرأ فيها ؟ .
فأجاب : لا يعني هذا أني لم أقرأ في هذه
الكتب ، فقد قرأت مؤلفات الجاحظ كلها ، والكامل للمبرد ، ومؤلفات ابن قتيبة
وخزانة الأدب ، وشروح المعلقات السبع ، ومجموعة من دواوين الأدب المشهورة ،
ونظرت في كتب كثيرة من مؤلفات المتأخرين ، وقرأت مؤلفات مصطفى الرافعي ، وبعض
مؤلفات عباس العقاد ، والنظرات بأجزائه الثلاثة للمنفلوطي ، ومؤلفات محمود محمد
شاكر ، وسيد قطب ، وآخرين من كبار أُدباء هذا العصر .
وسألت الشيخ : عن طريقة تدوينه للفوائد
التي يقع عليها أثناء قراءته ؟
فأجاب : كنت في أثناء الطلب أخصص لكل كتاب
أقرأه أوراقاً خاصة ألخص فيها أهم ما في الكتاب من مسائل وفوائد وإشكالات وغيرها
، أما هذه الأيام فإني لا أفعل ذلك بل ألخص الفوائد التي في الكتاب على صفحته
الأولى فأكتب رأس المسألة ورقم الصفحة أمامها ، ليتسنى لي الرجوع إليها عند
الحاجة .
وقرأ الشيخ على بعض العلماء في القصيم
وكان منهم :
1- فضيلة الشيخ الفقيه / صالح بن إبراهيم
البليهي ،2- حفظ عليه كتاب التوحيد وعمدة الأحكام ،3- وقرأ عليه السلسبيل
(المجلد الأول منه ) ،4- وبلوغ المرام ( إلى كتاب النكاح ) .
5- وفضيلة الشيخ / المحدث عبد الله الدويش
،6- حفظ عليه كتاب التوحيد كله ،7- والعقيدة الواسطية والفتوى الحموية
والآجرومية .
8- وفضيلة الشيخ / عبد الله محمد الحسين
أبا الخيل ،9- حفظ عليه نخبة الفكر ،10- والبيقونية والفتوى الحموية والرحبية
وبلوغ المرام ،11- وقرأ عليه شرح الطحاوية وجامع الأصول لابن الأثير وصحيح
البخاري وسنن أبي داود وغيرها .
12- وفضيلة الشيخ / محمد بن سليمان العليط
،13- حفظ عليه الأصول الثلاثة ،14- وبعض زاد المستقنع وسلم الأصول لحافظ حكمي
،15- وفضل الإسلام لمحمد بن عبد الوهاب ،16- وقرأ عليه جامع العلوم والحكم لابن
رجب وزاد المعاد لابن القيم وغيرها.
17- وفضيلة الشيخ / محمد بن فهد الرشودي
،18- حفظ عليه الورقات لابن الجويني ،19- وبلوغ المرام لابن حجر ،20- والمنتقى
من أخبار المصطفى لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية ،21- ومسائل الجاهلية لمحمد
بن عبد الوهاب ،22- والكلم الطيب لابن تيمية ،23- والفوائد الجلية في المباحث
الفرضية للشيخ ابن باز ،24- وغيرها كثير .
25- وفضيلة الشيخ / أحمد بن ناصر العلوان
،26- حفظ عليه الآجرومية ،27- وأكثر ألفية ابن مالك ،28- وقد حفظ من النحو أيضاً
ملحة الإعراب .
29- وقد قرأ الشيخ أيضاً على مجموعة من
طلبة العلم في بريدة وذلك في بداية الطلب ،30- وحفظ عليهم آداب المشي إلى الصلاة
بجزأيه وكشف الشبهات والأصول الثلاثة .
وقد رحل الشيخ إلى المدينة النبوية عام
1413هـ
والتقى فيها بفضيلة الشيخ / حماد الأنصاري
، في بيته على وجه الزيارة فجرى معه بحث في بعض المسائل الحديثية ، فعرض عليه
الإجازة ، فأجازه في الأمهات الست ومسند الإمام أحمد وموطأ مالك وصحيحي ابن
خزيمة وابن حبان ومصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة ، وأجازه أيضاً في تفسير ابن
جرير وابن كثير ، وفي النحو أجازه في ألفية ابن مالك وبعض المؤلفات الفقهية
وغيرها ، وسمع من الشيخ الحديث المسلسل بالأولية ( الراحمون يرحمهم الرحمن ..)
وهو أول حديث يسمعه بالإسناد إلى رسول الله وكان ذلك بتاريخ 18/8/1413هـ
ورحل الشيخ إلى مكة مرات متكررة للعمرة
والقراءة على علمائها .
وقرأ فيها على فضيلة الشيخ / محمد
الأنصاري ، في أصول الفقه .
وقرأ فيها على فضيلة الشيخ / ابن صالح
المالي ، في أوجز المسالك وفي شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك .
والتقى فيها بفضيلة الشيخ / عبد الوكيل بن
عبد الحق الهاشمي ، وطلب منه الإجازة وسمع منه بعض سور القرآن فأجازه برواية حفص
عن عاصم ، وطلب منه سماع بعض محفوظاته لا سيما شيء من صحيح البخاري ، فأجازه في
الأمهات الست والموطأ وفي تفسير ابن جرير وابن كثير وغيرها ، وكان ذلك أيضاً عام
1413هـ .
وقد أجاز الشيخ جمع كثير من أهل العلم ،
وبعضهم كاتبه في ذلك ولم يره مثل الشيخ صالح بن أحمد بن محمد بن إدريس ، فقد
أجازه في القرآن والأمهات الست وغيرها .
وسألت الشيخ : عن معنى الإجازة التي أعطيت له من علماء مكة والمدينة في بعض الكتب ومنها الأمهات الست
وما المقصود بها ؟
فأجاب : الإجازة من مطالب السلف الصالحين
والرواية بها والعمل بالمروي بها مشهور بين الأئمة المحدثين ، وطلب الإجازة
لإحياء رسوم الإسناد طريق معهود عند العلماء المحققين وهي أنواع :
1- منها أن يدفع الشيخ للطالب مروياته
ومسموعاته بالأسانيد عن مشايخه ويجيزه برواية ذلك عنه .
2- ومنها أن يسمع الطالب من شيخه أحاديث يرويها
بالأسانيد إلى رسول الله .
3- ومنها أن يكتب الشيخ مسموعه لحاضر أو
غائب بخطه مقروناً بالإجازة كأجزتك بهذه المسموعات.
وفيه غير ذلك من أنواع الإجازة ، وقد تيسر
لي الإجازة في الأنواع الثلاثة ، نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.
فأجاب : بأنه كان يحفظ الحديث بطرقه كلها
فحين يريد حفظ حديث من صحيح البخاري كحديث عمر (( إنما الأعمال بالنيات )) فإنه
يجمع طرقه في جميع مواطنه من الصحيح ثم يحفظها ثم ينتقل إلى صحيح مسلم وينظر في
ملتقى الطرق ويضمها إلى أسانيد البخاري .
وإذا رأى الحديث في صحيح مسلم مروياً من
طريق غير طريق البخاري فإنه يحفظه .
وإذا كان الحديث عند الأربعة فإنه يحفظ
الإسناد من ملتقى الطرق عندهم وإذا اختلفت الأسانيد حفظها كلها .
وإذا كان في متن أحدهم زيادة على ما عند
الآخر كزيادة تُروى في سنن أبي داود ولم يروها الثلاثة فإنه يحفظ طريق هذه
الزيادة وهكذا يصنع في الأحاديث المسندة الأُخرى .
1- تنبيه الأخيار على عدم فناء النار ، 2-
الأمالي المكية على المنظومة البيقونية ، 3- التبيان في شرح نواقض الإسلام ، 4-
شرح بلوغ المرام مطبوع بالحاسب ، 5- تنبيه الأمة على وجوب الأخذ بالكتاب والسنة
، 6- التوكيد في وجوب الاعتناء بالتوحيد ، 7 - الكشاف عن ضلالات حسن السقاف ، 8
- إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات
السقاف ( طبع منه الآن مجلدان ) ، 9 - القول المبين في إثبات الصورة لرب
العالمين ، 10 - مهمات المسائل في المسح على الخفين ، 11 - الإجابة المختصرة في
التنبيه على حفظ المتون المختصرة ، 12- الاستنفار للذب عن الصحابة الأخيار ، 13-
القول الرشيد في حقيقة التوحيد ، 14- الإعلام بوجوب التثبت في رواية الحديث 15-
أحكام قيام الليل ، 16 - ألا إن نصر الله قريب ، 17 – مجمـوعـة رسائل وفتاوى .
وللشيخ بعض الكتب لم تطبع إلى الآن كفتح
الإله شرح آداب المشي إلى الصلاة ( مجلدان مخطوطان ) ، الدرر حاشية نخبة الفكر (
مخطوط ) شرح كتاب التوحيد ، وشرح الأصول الثلاثة ، وشرح الرحبية في الفرائض ،
والتعقبات على زاد المستقنع ، وحكم الصلاة على الميت الغائب ، وحكم الاحتفال
بالأعياد وغيرها .
وقد بدأ الشيخ في التدريس والإفادة في
بيته عام 1410هـ وفي عام 1411هـ انتقل للإفادة والتدريس في المسجد . وكانت
الدروس طوال الأسبوع بعد صلاة الفجر والظهر والمغرب عدا يوم الجمعة .
وقدشرح من الكتب في الحديث صحيح البخاري ،
وجامع أبي عيسى الترمذي ، وسنن أبي داود ، وموطأ مالك ، وبلوغ المرام ، وعمدة
الأحكام ، والأربعين النووية ، وغيرها .
وفي المصطلح الموقظة للذهبي ومختصر علوم
الحديث للحافظ ابن كثير وشرح السخاوي على ألفية العراقي .
وفي العلل : الجزء المطبوع من العلل لعلي
ابن المديني والتمييز لمسلم وشرح ابن رجب على علل الترمذي .
وفي العقيدة شرح التدمرية ، والفتوى
الحموية ، والعقيدة الواسطية ، وكتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ،
والشريعة للآجري ، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد ، والسنة لابن نصر ،
والإبانة لابن بطة ، والصواعق لابن القيم ، والنونية لابن القيم وغيرها .
وفي الفقه شرح زاد المستقنع ، ومتن أبي
شجاع في الفقه الشافعي ، والروضة الندية لصديق حسن خان ، وحاشية الروض المربع
لابن قاسم ، وعمدة الفقه لابن قدامة ، والرحبية في الفرائض ، والورقات في أصول
الفقه ، ومراقي السعود وغيرها .
وفي النحو شرح الآجرومية ، والملحة ،
وألفية ابن مالك .
وفي التفسير شرح تفسير ابن كثير ، وتفسير
الجلالين ، وتفسير البغوي .
ثم أوقف الشيخ عن التدريس في المسجد عام
1417هـ لأسباب غير معروفة ولا يزال موقوفاً حتى اليوم .
وقد جرت محاولات ومساعي لإعادة دروسه ولم
يحصل من ذلك شيء ، وقد كتب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى عدد من
المسؤولين ، يطالبهم فيها بإعادة الدروس للشيخ وتمكين الناس من الاستفادة منه ،
غير أن هذا لم يُجد وقوبل بالرفض ، وقد كان الشيخ ابن باز رحمه الله من قبل ذلك
يحث الشيخ سليمان على الصبر وملازمة الدروس والتدريس ، ويثني على مؤلفاته وذلك
في خطاب وجهه إليه ونصه :
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأبن المكرم فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان وفقه الله لما
فيه رضاه وزاده من العلم والإيمان آمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
:
فقد اطلعت على بعض مؤلفاتكم وقرأت بعض ما
كتبتم في الرد على ابن الجوزي والسقاف فسررت بذلك كثيراً ، وحمدت الله سبحانه
على ما وفقكم له من فقه في الدين ، و التمسك بالعقيدة السلفية وتدريسها للطلبة
والرد على من خالفها فجزاكم الله خيراً وضاعف مثوبتكم وزادكم من العلم والهدى ،
وجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من عباده الصالحين وحزبه المفلحين ، إنه ولي ذلك
والقادر عليه ، ونوصيكم بتقوى الله سبحانه وبذل الوسع في تعليم الناس العلم
الشرعي وحثهم على العمل به والعناية بمسائل العقيدة الصحيحة وإيضاحها للطلبة
ولغيرهم في دروسكم الخاصة والعامة ، وترغيب الناس من الطلبة وغيرهم في الإكثار
من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل به والعناية بسنة الرسول الثابتة
عنه ، والاستفادة منها لأنها الوحي الثاني وهي المفسرة لكتاب الله والمبينة لما
قد يخفى من معانيه ، سدد الله خطاكم وزادكم من العلم النافع والعمل الصالح
وثبتنا وإياكم على الهدى وجعلنا وإياكم من حزبه المفلحين وأوليائه المتقين ومن
الدعاة إليه على بصيرة إنه جواد كريم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ،،،
مفتي المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث
العلمية والإفتاء
الرقم : 840/خ التاريخ 11/5/1417هـ
*ولقد لاقي الشيخ كغيره من العلماء معارضة
على بعض فتاواه ، واتهم بأنه يذهب في بعض المسائل بخلاف الإجماع ، وكان يلاقي
بسبب ذلك قسوة وشدة من أقرانه وآخرين ، وهذا مما جعله يزداد حماساً لتوضيح
أقواله ونصرها بما بان له من أدلة الكتاب والسنة ، لا سيما دعوى مخالفته للإجماع
، فكان كثيراً ما يثبت أن بعض المسائل ليس فيها إجماع كما يدعى فيها وذلك بنقل
بعض أقوال الأئمة التي تخالف دعوى الإجماع .
فسألت الشيخ : عما أثير حوله في بداية
الإفادة بأن له مسائل شاذة يخالف فيها الإجماع ؟
فأجاب : كانت أهم هذه المسائل المثارة و
الادعاءات في مخالفة الإجماع ، القول بأن الشخص صفة لله ، و القول بجواز قراءة
الجنب للقرآن ، والقول بطهارة الخمر ودم الإنسان ، والقول بجواز التحلل من
الإحرام برمي جمرة العقبة ، والقول بعدم وجوب الدم على من ترك واجباً أو فعل
محظوراً في الحج أو العمرة في غير ما جاء به النص ، وغيرها من المسائل التي لم
يصح في شيء منها إجماع . وإليك البيان :
أولاً : القول بأن الشخص صفة لله ، و
المنازعة في ذلك من غرائب العلم وعجائب المسائل ، وأعجبُ من ذلك دعوى الإجماع ،
وهم عاجزون عن نسبة ذلك إلى عالم معتبر ، والأحاديث ظاهرة في إثبات هذه الصفة
لله تعالى ولا يخالف في ذلك أحد من أهل السنة ، قال المغيرة بن شعبة عن النبي
قال ( لا شخص أغير من الله ) الحديث رواه أحمد ومسلم في صحيحه وقال البخاري في
صحيحه ( باب قول النبي لا شخص أغير من الله ) وقال عبيد الله بن عمر عن عبد
الملك ( لا شخص أغير من الله ) .
وقال القواريري ، " ليس حديث أشد على
الجهمية من هذا الحديث .. " .
وفي حديث لقيط بن عامر قال النبي (
فتنظرون إليه وينظر إليكم ) قال لقيط وكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر
إلينا وننظر إليه .. الحديث .
ورواه ابن خزيمة وعبد الله بن الإمام أحمد
وصححه ابن مندة وقال " لا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف
للكتاب والسنة " وصححه ابن القيم ، وهو ظاهر في إثبات صفة الشخص لله تعالى
، وبينت ذلك بأكثر من هذا في كتابي إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن
الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف ، وكتابي الآخر القول المبين في إثبات
الصورة لرب العالمين .
ثانياً : القول بطهارة دم الإنسان وطهارة
الخمر ، فقد قلت بذلك لأنه لم يثبت دليل على نجاستهما ، والأصل في المياه
الطهارة حتى يثبت دليل على خلاف ذلك .
أما نجاسة الخمر ، فقد ظن بعض الأخوة وجود
إجماع على ذلك ، والأمر ليس كذلك ، فقد ذهب إلى طهارتها ، ابن سيرين والليث بن
سعد واختاره كثير من المتأخرين وهو الصحيح ، لأنه الأصل ولا يجوز العدول عن ذلك
بدون دليل .
ثالثاً : القول بجواز قراءة الجنب للقرآن
، وغاية ما في هذه المسألة أن يذهب الجمهور إلى منع الجنب من قراءة القرآن وهذا
ليس بإجماع بالاتفاق ، والعلم ليس محصوراً بآراء الأئمة الأربعة ولا غيرهم من
الفقهاء السبعة .
وقد ذهب ابن عباس إلى جواز قراءة الجنب
للقرآن رواه البخاري معلقاً ، وهو قول سعيد بن المسيب رواه عنه عبد الرزاق في
مصنفه وسنده صحيح ، وقول سعيد بن جبير ورجحه داود والطبري وابن حزم وابن المنذر
وروي عن مالك وهو ظاهر تبويب البخاري في صحيحه ، وقد كتبت في ذلك رسالة مطبوعة
في مجلة الحكمة العدد الخامس .
رابعاً : القول بعدم وجوب الدم على من ترك
واجباً أو فعل محظوراً ، فإن القول بوجوب الدم لم يقم عليه إجماع ، والأصل براءة
الذمة وأموال المسلمين معصومة بعصمة دمائهم فلا يجب منها شيء إلا بدليل وهذا قول
ابن حزم ونصره الشوكاني وغيره .
وقد دل الدليل على وجوب الدم أو ما ينوب
عنه في خمسة مواضع دون ما عداها وهي :
1- فدية حلق الرأس وهي على التخيير .
2- دم الإحصار لعدو أو مرض .
3- فدية الوطء قبل التحلل الأول ثبت القول
بهذا عن ابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو ،4- ونقل الإجماع على ذلك ابن
المنذر وابن عبد البر والقرطبي وابن قدامة والنووي وغيرهم .
5- جزاء قتل صيد البر للمحرم .
6- دم التمتع والقران .
فهذه هي مواضع إيجاب الدم ولا أقول بغيرها
، ولي رسالة مطولة في ذلك بسطت القول في هذه المسألة و أوردت بضعة عشر دليلاً
عليها .
خامساً : القول بجواز التحلل برمي جمرة
العقبة ، وهذا قول أكابر أهل العلم وهو أحد القولين عن عمر بن الخطاب ودعوى
الإجماع على التحلل باثنين من ثلاثة غلط اتفاقاً .
فقد قال مالك وأبو ثور وعطاء إذا رمى جمرة
العقبة حل له كل شيء إلا النساء ، قال الإمام ابن خزيمة وهو الصحيح ، ورجحه ابن
قدامة في المغني .
وعلى كل حال فإني لا أعلم مسألة تفردت بها
عن الأمة ولا خالفت فيها إجماعاً صحيحاً ، لكنني أبحث عن الحق والدليل ، فإذا
لاح لي دليل صحيح لم يكن بُدّ من القول به ، وإن لم يذهب إليه إلا نفر يسير من
أهل العلم ، وإن أمة وقوماً لا يذهبون إلى الدليل ويؤثرون الدعة والتقليد تهيباً
من العامة والدهماء أو استيحاشاً من التفرد عن الجمهور لقوم محرومون ، فالأصل في
العالم أن يقول الحق الذي يعلمه ووصل إليه اجتهاده .
وبعد كل هذا فإني أعترف بالتقصير ومهما
بذلتُ وسعي واجتهادي فأنا عرضة للخطأ ، وأنا أرجع إلى الحق في كل شيء يبلغني
دليله ، وأستغفر الله وأتوب إليه فيما أخطأت فيه ، فغايتي من القول بهذه المسائل
وغيرها مما لم أذكره حماية الحق ومعرفة الصواب ، والعلم عند الله .
وسألت الشيخ : عما سمعنا عنه أنه سجن فما
هي الأسباب وكم مكث في السجن ؟
فأجاب : سجنت بسبب رسالة كتبتها في بدعية
الاحتفالات المقامة لتخريج حفظة القرآن الكريم ، فقد كانت وجهة نظري آنذاك أن
هذا العمل لم يكن معروفاً في عصر النبي ولا عصر صحابته ولا فعله أحد من أئمة
التابعين ولا الأئمة الأربعة على أنه انعقد سببه وقام مقتضاه في عصرهم ، وليس
ثمّ مانع يحول بينهم وبين فعله وقد قال النبي ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد ) متفق عليه من حديث عائشة ، ومن قواعد أهل العلم وتقريرات الأصوليين أن
ما تركه رسول الله وأصحابه من العبادات في حين وجود المقتضى للفعل وانتفاء
المانع فهو بدعة ، وهذا مجرد اجتهاد قلته في حينه وقاله غيري ، وهو أمر لا يستحق
التهويل والتضخيم والسعي بذلك إلى السلاطين للنيل من طلبة العلم والمجتهدين ،
فلا يزال أهل العلم يختلفون فيما هو أعظم من ذلك ولا يعتدي بعضهم على بعض ،
ولكنه أمر مضى فلا أُحب إعادة ذكرياته وملابساته وما جرى في ذاك الوقت ، وقد
جعلت المتسبب في ذلك في حل مني ، والله المسؤول أن يعفو عن الجميع ويؤلف بين
قلوبهم ، وكان مع الشيخ في هذه القضية بعض الإخوان فقبض عليهم ، وأودعوا السجن
في الرياض لمدة ثمانية عشر يوماً وكان ذلك في آخر شهر ذي الحجة من عام 1407هـ .
أملى هذه الترجمة فضيلة الشيخ
سليمان بن ناصر العلوان
على أخيه في الله أبي محمد بناءً على طلبه
وإلحاحه
وكان ذلك يوم السبت 27/4/1421هـ
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه
أجمعين
حبّر قصيدك واجن من ثمراته *** وانظم حلال
السحر من أبياته
ترجم معاني الشكر للشيخ الذي *** بزّ الشيوخ ، وفاق كل لداته شيخي سليمان بن علوان ..إلى *** درب الهدى يهدي مريد نجاته الله أكرمه فأصبح آية *** في الحفظ والإتقان من آياته يا شيخنا اثبت فالحياة قصيرة *** والعمر يحرق مسرعا ورقاته لكم المحبة في القلوب أصولها *** رسخت تميز أصلها بثباته سارت بذكرك في البلاد ركائب *** التوحيد إنك من إجل دعاته أحييت من علم الحديث أصوله *** عمن تقدم من كبار رواته وأخذت بالأمر القديم وحبذا *** قدم المبادىء دون مبتدعاته وبذلت نفسك للجهاد مجاهدا *** والله إنك في ذرى قاداته وهجرت أبواب الملوك بعزة *** فحباك مالكهم جزيل هباته هب أنهم منعوك هل في وسعهم *** أن يمنعوا عن قلبكم لذاته؟ أو يمنعوا مدد الإله وفضله *** عنكم وجزل عطائه وصلاته؟ ففداك كل منافق ومداهن *** العلم سلمه إلى شهواته إبليس جنده لخدمته متى *** مااحتاج صوتا كان من أصواته خلت الديار فما بهن مناصر **** للدين منتصب لدحر عداته إلا بقية ثلة منصورة *** قد زادها الرحمن من رحماته سلكوا على نهج عليه أئمة ال *** إسلام من ساداته وثقاته هذامن الشعرالذي قدكان في ال *** إمكان فاقبله على علاته الله يرفع قدركم في هذه ال *** دنيا ويوم الدين في جناته أبو سعد الأزدي (عبد الله الدوسري) |
Rabu, 15 Juni 2016
Home »
Biografi Ulama Sunnah
» صفحات من حياة فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
0 komentar:
Posting Komentar